الحسد أصله في اللغة
- القشر .. مأخوذ من الحسدل وهو القراد ، فالحسد يقشر القلب كما يقشر القراد الجلد ويمص دمه .
- كما أن الحسد صفة المنافق والكافر فالمنافق يحسد .
- أما المؤمن فصفته الغبطة .
وأنواعه
1- كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم .
2- أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه وهذا الغبطة .
مراتب الحسد :
1- يتمني زوال النعمة عن الغير .
2- يتمنى زوال النعمة ويحب ذلك وإن كانت لا تنتقل إليه .
3- أن يتمنى زوال النعمة عن الغير بغضاً لذلك الشخص لسبب شرعي كأن يكون ظالماً .
4- ألا يتمنى زوال النعمة عن المحسود ولكن يتمنى لنفسه مثلها ، وإن لم يحصل له مثلها تمنى زوالها عن المحسود حتى يتساويا ولا يفضله صاحبه .
5- أن يحب ويتمنى لنفسه مثلها فإن لم يحصل له مثلها فلا يحب زوالها عن مثله وهذا لا بأس به.
وحكم الحسد :محرم
قال تعالى:" وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"
ومن السنة النبوية قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما الغيبة؟ قالوا:الله ورسوله أعلم. قال:
ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته. وإن
لم يكن فيه، فقد بهته"
وقد وصف الله عزوجل " الحسد" بالشر بقوله تعالى : { ومن شر حاسد اذا حسد } سورة الناس
و الحسد من أخطر الأنواع التي تسري بين كثير من البشر بهدف إثارة البلبلة والقذف وإشاعة البغضاء
والشحناء بين المتحابين من أزواج وأصدقاء وأقارب وشركاء بهدف زوال النِعم من المحسودين. لذلك
تشديد تحريم الغيبة والنميمة ورد في أكثر من آية وحديث نبوي شريف. حيث يحاول المغتاب أو النمام بما
يحمل في قلبه من حسد وكره للمحسود نشر الأكاذيب وتلفيق القصص الزائفة والأقوال الجارحة لتصديقها
حتى تكون الفرقة ويكون التشتت وتشيع الكراهية وتزول الخيرات.
قال الله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [سورة القلم: 11-13].
ووصف القرآن الكريم النمام بتسع صفات كلها ذميمة:
الأولى: أنّه حلاف.. كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلاّ إنسان غير صادق يدرك أن النّاس يكذبونه ولا يثقون
به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة النّاس.
الثانية: أنّه مهين.. لا يحترم نفسه ولا يحترم النّاس قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة
نفسية تلصق بالمرء ولو كان سلطاناً ذا مال وجاه.
الثالثة: أنّه همَّاز.. يهمز النّاس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حدٍ سواء.
الرابعة: أنّه مشاء بنميم.. يمشي بين النّاس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم. وهو خلق
ذميم لا يقدم عليه إلاّ من فسد طبعه وهانت نفسه.
الخامسة: أنّه مناع للخير.. يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.
السادسة: أنّه معتدٍ.. متجاوز للحق والعدل إطلاقا.
السابعة: أنّه أثيم.. يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له
"أثيم".
الثامنة: أنّه عتل.. وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو ذا شخصية كريهة غير مقبولة.
التاسعة: أنّه زنيم.. وهذه خاتمة صفاته.
1 - تعريف النميمة .. هى نقل الكلام بين طرفين لغرض الإِفساد. يقول الغزالى تطلق النميمة فى الأكثر
على من ينم قول الغير إلى المقول فيه، كما تقول : فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا، وتعرَّف النميمة أيضا
بكشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه أو كرهه طرف ثالث وسواء كان الكشف
بالقول أو الكتابة أو الرمز والإِيماء ، فالنميمة إفشاء السر وكشف الستر عما يكره كشفه ، وجاء فى
الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم مر على قبرين يعذَّبان فوضع عليهما جريدة وقال إنهما يعذبان فى
كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله ، وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة بين الناس.
2 -مظاهرها : تكون النميمة بين الحبيبين وبين الزوجين ، وبين الأسرتين ، وبين الدولتين ، وبين الرئيس
والمرءوسين.
3 - آثارها : التفرقة بين الناس ، قلق القلب ، عار للناقل والسامع ، حاملة على التجسس لمعرفة أخبار
الناس ، حاملة على القتل ، وعلى قطع أرزاق الناس ، جاء فى الحديث " لا يبلغنى أحد منكم عن أصحابى
شيئا ، فأنا أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر".
4 -صفات النمام : النمام ذليل ، جاء فى إحياء علوم الدين "ج 3 ص35 " أن رجلا سأل حكيما عن
السماء وما أثقل منها؟ فقال : البهتان على البرىء ، وعن الأرض وما أوسع منها؟ فقال : الحق ، وعن
الصخر وما أقسى منه ؟ فقال : قلب الكافر وعن النار و أحَرَّ منها؟ فقال : الحسد ، وعن الزمهرير وما
أبرد منه ؟ فقال : الحاجة إلى القريب إذا لم تنجح. وعن البحر وما أغنى منه ؟ فقال: القلب القانع ، وعن
اليتيم وما أذل منه ؟ فقال : النمام إذا بان أمره ، النمام كذاب ، غشاش ، مغتاب ، خائن للسر، غادر للعهد
، غال حسود ، منافق ، مفسد يحب الشر للناس ، الصدق لا يذم من أحد إلا من النمام ، ذو وجهين ،
متجسس ، فاسق.
فعمل النمام أشد من عمل السحر.
- ويحكى عن حماد بن سلمة قال : " باع رجل غلاما فقال:ليس به عيب إلا أنه نمّام فاستخف المشتري
بقوله واشتراه على ذلك , فمكث أياما , ثم قال لزوجة سيده: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرّى
عليك أفتريدين أعطفه عليك فنحتال فيه بحيلة فيه؟ قالت: نعم, فقال لها: خذي الموسى واحلقي شعرات من
باطن لحيته إذا هو نام؛ ثم جاء الغلام للزوج فقال: إن امرأتك تخونك وقد اتخذت خليلاً وهي تريد قتلك
أتريد أن أبيّن لك ذلك؟ قال: فتناوم لها (يعني اجعل نفسك كالنائم) ففعل, فجاءت المرأة بالموسى لتحلق
الشعرات فظن الزوج أنها تريد قتله فأخذ منها الموسى فذبحها, فجاء أولياؤها فقتلوه بها, ووقع القتال بين
الفريقين".
ولهذا قال بعض السلف: "النميمة لا تقرّب مودة إلا أفسدتها ولا عداوة إلا جدّدتها ولا جماعة إلا بدّدتها, لا
بد لمن عرف بها أو نسب إليها أن يجتنب ويخاف من معرفته ولا يوثق بمكانه".
وقال لقمان لابنه: "يا بني أوصيك بخلال إن تمسكت بهن لم تزل سيدا: ابسط خلقك للقريب والبعيد، وأمسك
جهلك عن الكريم، واحفظ إخوانك، وصل أقاربك وآمنهم من قبول قول ساع أو سماع باغ يريد فسادك
ويروم خداعك، وليكن إخوانك من إذا فارقتهم وفارقوك لم تعبهم ولم يعيبوك".