] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، قال شيخ []الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-[/size]
فصلٌ: الغش والتدليس في الديانات: فأما الغش والتدليس في الديانات؛ كمثل البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة من الأقوال والأفعال، مثل: إظهار المكاء والتصدية في مساجد المسلمين، ومثل: سب جمهور الصحابة وجمهور المسلمين أو سب أئمة المسلمين ومشائخهم وولاة أمورهم المشهورين عند عموم الأمة بالخير، ومثل: التكذيب بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تلقاها التي تلقاها أهل العلم بالقبول، ومثل: رواية الأحاديث الموضوعة المفتراة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثل: الغلو في الدين بأن يُنزل البشر منزلة الإله، ومثل: تجويز الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل: الإلحاد في أسماء الله وآياته وتحريف الكلم عن مواضعه والتكذيب بقدر الله، ومعارضة أمره ونهيه بقضائه وقدره، ومثل: إظهار الخزعبلات السحرية والشعبذة الطبيعية وغيرها التي يضاهى بها ما للأنبياء والأولياء من المعجزات والكرامات ليصد بها عن سبيل الله، أو يظن بها الخير فيمن ليس من أهله.
وهذا باب واسع يطول وصفه، فمن ظهر منه شيء من هذه المنكرات وجب منعه من ذلك وعقوبته عليها إذا لم يتب؛ حتى قدر عليه بحسب ما جاءت به الشريعة من قتل أو جلد أو غير ذلك.
وأما المحتسب فعليه أن يعزر من أظهر ذلك قولا أو فعلا، ويمنع من الاجتماع من مظن التهم ، فالعقوبة لا تكون إلا على ذنب ثابت، وأما المنع والاحتراز فيكون مع التهمة؛ كما منع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يجتمع الصبيان بمن كان يتهم بالفاحشة، وهذا مثل الاحتراز عن قبول شهادة المتهم بالكذب، وائتمان المتهم بالخيانة ومعاملة المتهم بالمطل.