آهات رجل عربي !

آهات رجل عربي
وقف أبو عبدالله على قمة جبل يقع بالوطن العربي . وأبوعبدالله رجل عربي يبلغ من العمرألف سنه !
بعد أن عاش في دوامة ( الحلم العربي ) والذل الذي لايستطيع أي عربي أن يصد التفكير عنه
وأخذ يترنم بصوته الذي يتصف بالخشونه ويقول :
أه ياخالد بن الوليد آه
آه يا طارق بن زياد آه
آه يا صلاح الدين الإيوبي آه
آه يا عمر المختار آه
آه يابن خلدون آه
آه يابن سيناء آه
آه يالخورزمي آه
آه .. ثم اقترب منه ابنه عبدالله متعجبا لأمره ! وقال له : أبي من هؤلاء الذين ذكرت أسماءهم ؟
فقام أبو عبدالله متحسرا وقال : آه يابني إن هؤلاء هم العرب السابقين ! هم من صنعو المجد لنا , هم من رفعو شأننا .
قال الابن : ولكن لم أسمع بهم قط ! ونحن أولسنا عرب ياأبي ؟!!
بكى الأب وقال : لا يابني نحن بقايا من العرب نأكل ونستخدم ما يخترعه لنا الغرب و نمضى في حياتنا خاضعين لقرارات خصمنا , نضحك ونقول ديمقراطيه نبكي ونقول غدا غدا !
يابني كنا ندرَس بالمدرسه عن أمجادنا من فاتحين وعلماء ومفكرين وأطباء . أولم تسمع بهم قط !؟
وقال الأبن : أبي لماذا أنت متذمر ومتحطم لهذا الحد ؟ نحن نعيش بالقرن الثلاثين ولم نسمع بأي تطور عربي أو عالم عربي وحتى بالمدرسة لم نسمع بهولاء , فأنا لاأدرس إلا مادة واحدة عربية وهي مادة القراءة والكتابه فقط , أما العلماء والمفكرين فهم كلهم من الغرب , ليس لنا نصيب من العلم ولم نبذل شئ يذكر , فضحك وقال ياأبي نحن خلقنا لكي نأكل ونشرب ونستمتع وننتظر من الغرب الفائده لماذا نتعب لماذا نفكر , هم أذكى وأحسن , هم يقولون لنا : ( أنتم لم تصنعوا شئ أنتم فقط تستخدمون صناعتنا ) وهم على صواب ياأبي فنحن لم نصنع ولم نخترع ولم نتفنن إلا بالخطوط العربيه الجميله فهم يمدحون الخط العربي ألا تتفتخر بذلك ياأبي وتترك عنك حزنك المبالغ فيه ...؟
قال الأب : بلا يابني أفتخر أفتخر , وسوف أكتب لك جملتان بخط جميل ...
الأولى هي عنوان لحال العرب قبل ألف سنه ( اتفق العرب على ألا يتفقوا)
والثانيه يابني هي عنوان لحالهم اليوم ( اتفق العرب على تخلفهم واقتنعوا )
فذهب ابنه الذي لم يرى ماكتبه والده , ورجع أبو عبدالله للآهات وترنم بها ...!
*******

وفجأه استيقظ أبوعبدالله من النوم وهو رجل عربي يبلغ من العمر خمسة وثلاثون سنه يعيش بالقرن الواحد والعشرين , وقال : الحمد لله الحمد لله استغفر الله استغفر الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم آه آه آه ياله من كابوووس مزعج ! الحمد لله . فغسل وجهه ثم توضأ وصلى ثم خرج من منزله عجلا إلي أقرب مذياع يسمعه جميع العرب وألقى خطبه عاجله