** جزاء الظلم **
** قال علي بن حرب **
*** أردت أن أسافر من بلدي الى بلد ((سر من رأى )) لشراء بعض البضاعه ، وكانت هناك سفن تسير في نهر دجلة
من الموصل الى (( سر من رأى )) تنقل الركاب والبضاعه بالأجرة ، فركبت أحدى هذه السفن وسرنا في نهر دجلة متجهين
نحو (( سر من رأى )) وكان في السفينة بعض البضاعه ونفر من الرجال لايتجاوزوا الخمسة ، وكان النهارا صحوا والجو جميلا ،
والنهار هادئا ، والسفينه تسير على الماء سيرا هادئا ، حتى أخذت أكثرنا غفوة من النوم ، أما أنا فكنت أمتع ناضري بمناظر جميلة
على جانبي النهر ، وفجأة رأيت سمكة كبيرة تقفز من النهر الى داخل السفينه فهجمت عليها وأمسكت بها قبل أن تعود الى النهر
مرة أخرى .
*** وأنتبه الرجال من غفوتهم بسبب الضجه التي حصلت ، وعندما رأو السمكة قال أحدهم : هذه السمكة أرسلها الله ألينا
لما لاننزل اليها الى الشاطئ فنشويها ونأكلها ، فهي كبيرة تكفينا جمعيا فأعجبنا رأيه ، ووافق الربان على ذلك ، فمال بنا الى
الشاطئ فنزلنا وأتجهنا الى دغل من الشجر لنجمع الحطب ونشوي السمكة .
*** وما أن دخلنا الدغل حتى فوجئنا بمنظر أقشعرت منه جلودنا ، فوجئنا برجل مذبوح وجانبه سكين حاد على اللأرض ،
ورجل أخر مكتوف بحبل قوي وحول فمه منديل يمنعه من الكلام والصراخ ، فاندهشنا من هذا المنظر ،
** فمن قتل القتيل مادام الرجل مكتوفا ؟؟! **
*** أسرعنا أولا فحللنا الحبل ورفعنا المنديل من فمه ، وكان في أقصى درجات الخوف واليأس .
وعندما تكلم قال : أرجوكم أعطوني قليلا من الماء أشربه أولا ، فسقيناه وبعد أن هدأ قليلا
قال : كنت أنا وهذا القتيل في القافلة التي تسير من الموصل الى بغداد ، والظاهر أن هذا القتيل لاحظ معي
مالا كثيرا ، فصار يتودد الي ويتقرب مني ولا يفارقني الا قليلا ، حتى نزلت القافلة في هذا المكان لنستريح
قليلا ، وفي أخر الليل أستأنفت القافلة السير ، وكنت نائما ولا أشعر بها ، وبعد أن سارت القافلة ، أستغل هذا
الرجل نومي وربطني بالحبل كما رأيتم ووضع حول فمي منديلا لكيلا أصرخ ، وسلب مالي الذي كان معي ،
ثم رماني الى اللأرض وجلس فوقي يريد أن يذبحني ، وهو يقول لي : أن تركت حيا فأنك ستلاحقني وتفضحني
لذلك سأقتلك .
*** وكان معه سكين حاد يضعها في وسطه وهي هذه السكين التي ترونها على اللأرض، وأرد سحب السكين من وسطه ليذبحني
لكنها علقت بحزامه ، فصار يعالجها حتى نترها بقوة ، وكان حدها الى أعلى فخرجت بقوة ، وأصطدمت بقوة بعنقع وقطعت الجلد
واللحم والشريان فتدفق الدم منه ، وخارت قواه ثم سقط ميتا .
** وحتى بعد موته كنت موقنا بالموت لأن هذا المكان منقطع لايأتيه أحدا ألا قليلا ، فمن يكفني؟؟ ومن ينقذني ؟؟
وصرت أدعو الله سبحانه أن يرسل من ينقذني ممن أنا فيه ، فأنا مظلوم ودعاء المظلوم لايرد ، وأذا بكم تأتون وتنقذوني مما أنا فيه ،
**فما الذي جاء بكم الى هذا المكان المنقطع ؟؟!**
** فقالوا له : الذي جاء بنا الى هنا هذه السمكة ، وحكوا له كيف قفزت من الماء الى السفينه ، فأتوا بها ىالى هذا المكان ليشوها
فتعجب الرجل من هذا الكلام وقال : أن الله سبحانه وتعالى لقد أرسل لكم هذه السمكه لكي يجعلكم تأتوا الى هذا المكان وتنقذوني
وتخلصوني مما انا فيه ، والأن ةأنا تعب جدا ، أرجوكم أن تأخذوني الى أقرب بلدة
*** فصرفوا النظر عن أكل السمكة وأخذوا الرجل الى بعدما أخذ المال الذي سلبه الرجل اللأخر وعادوا به الى السفينة
وما أن عادوا الى النهر حتى قفزت السمكة الى الماء وعادت الى التهر مرة ثانية فكأنما أرسلها الله سبحانه لتكون سببا لأنقاذ الرجل المظلوم
*** وهكذا أذا أراد الله شيئا هيئ له اللأسباب **